زيتٌ بطعم الخسارة… موسم الجنوب بين نيران الاحتلال وغلاء “التنكة”
كتبت ثريا حسن

لم يعد زيت الزيتون هذا العام مجرّد منتجٍ زراعيٍّ ينتظره اللبنانيون كعادَتهم مع بدايات الخريف، بل تحوّل إلى رمزٍ لفقدانٍ مزدوج: فقدان الثمر، وفقدان الأرض التي كانت تُغذّي الشجر.
في القرى الجنوبية، حيث كان المشهد السنوي يتكرّر بزغاريد النساء وهدير المعاصر، غابت الضحكات هذا الموسم. الاحتلال الإسرائيلي حرم المزارعين من قطاف الزيتون، بعدما تحوّلت البساتين إلى مناطق خطر، مزروعة بالقذائف والخوف. كثير من العائلات لم تتمكّن حتى من الوصول إلى أراضيها، فيما اقتُلعت مئات الأشجار جرّاء القصف المباشر الذي استهدف الحقول والبيوت على حدّ سواء.
يقول أحد المزارعين من أطراف بنت جبيل: “هذه أول مرة في حياتي أشوف الزيتون على الشجر وما بقدر ألمّه… صار الزيت مرّ من كتر الحزن.”
هكذا تختصر عبارة بسيطة مأساة موسمٍ ضاع بين الحصار والدمار، وبين من بقي في أرضه يراقب الغصون الذابلة، ومن نزح تاركاً خلفه رزق عامٍ كامل.
ورغم ضعف الموسم، ارتفعت الأسعار بشكلٍ جنوني. فقد تجاوز سعر “تنكة” الزيت في بعض القرى الجنوبية الـ200 دولار، ووصل في قرى جزين إلى 250 دولاراً، بينما يُباع في مناطق أخرى بأقلّ من ذلك بكثير. المفارقة أنّ هذه الأسعار المرتفعة لا تعكس وفرة الإنتاج، بل نُدرة الزيت وغلاء كلفته، مع صعوبة النقل والمعالجة وتراجع اليد العاملة.
في المقابل، شهدت مناطق لم تتأثّر مباشرة بالقصف – مثل عكار وبعض قرى الشمال – ارتفاعاً موازياً، إذ لامس سعر “التنكة” هناك الـ200 دولار أيضاً، بعدما كان العام الماضي بحدود 150 دولاراً. وهنا يظهر التناقض الأكبر: غياب الزيتون في الجنوب، وغلاء الزيت في كل لبنان.
الخبراء الزراعيون يحذّرون من أنّ العام المقبل قد يكون أشدّ سوءاً، إذ إنّ اقتلاع الأشجار وتلف آلاف الدونمات من الأراضي المزروعة سيترك أثره العميق على الإنتاج المقبل، ما يعني احتمال استمرار الغلاء وفقدان الزيت البلدي الأصيل من الأسواق.
في الجنوب، لم يعد الحديث عن الزيت موسميا، بل وجودياً. فشجرة الزيتون التي طالما شكّلت رمز الصمود والسلام، تقف اليوم بين نيران الحرب وجشع السوق، شاهدةً على زمنٍ صار فيه زيتُها أغلى من ذهبٍ، ودمُها أغلى من حياة
#زيت_الجنوب
#موسم_الزيتون
#جنوب_لبنان
#الزيتون_المحاصر
#ذهب_الجنوب
#الزيت_المر
#شجرة_الصمود
#الزيتون_رمز_السلام
#زيت_لبناني
#الأرض_تحكي_وجعها
#الجنوب_ينزف_زيتاً
#لبنان_يقطف_الوجع
#الزيتون_بين_النار_والسلام
#تقرير_ثريا_حسن
#بقلم_ثريا_حسن
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالات"واتساب" يختبر ميزة "اسم المستخدم"!
في تحديث مرتقب سيغيّر طريقة استخدام "واتساب"، كشفت مدونة "WABetaInfo" المتخصّصة بتحليل إصدارات التطبيق، أن…
نادين نجيم تحصد "جائزة التميز" لعلامتها التجارية "NNN Beauty"
حصدت النجمة اللبنانية نادين نجيم" جائزة التميز" في مجال العلامات التجارية، ضمن احتفال فنيّ تميز…
نادين نجيم تحصد "جائزة التميز" لعلامتها التجارية "NNN Beauty"
حصدت النجمة اللبنانية نادين نجيم" جائزة التميز" في مجال العلامات التجارية، ضمن احتفال فنيّ تميز…








